الأربعاء، 18 يناير 2012

بين الفلسف والدين د2

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

بحث حول:

بين الفلسفة والدين

خطة البحث:

المقدمة:

1ـ تمهيد.

2ـ إعادة صياغة السؤال.

الفصل الأول: مفهوم الفلسفةوالدين.

1ـ مفهوم الدين.

2ـ مفهوم الفلسفة.

3ـ تعريف مصطلحات تخص الفلسفة والدين.

- الشريعة.

- النقل.

- الحكمة.

- العقل.

الفصل الثاني:علاقة الفلسفة والدين في الأديان السماوية.

1ـ علاقة الفلسفة والدين في الديانة اليهودية.

2ـ علاقة الفلسفة بالدين في الديانة النصرانية.

3ـ علاقةالفلسفة بالدين في الإسلام.

خاتمة.-




أعضاء البحث:نوار حسين،بلقط أسامة ،

حسين خنوشة.

المجموعة:د،الفوج الثاني .

مقدمة:

لقد كان الدين من أهم العوامل التي ساهمت في تطورالحضارات عبر التاريخ البشري،ولقد

ظهرت بعض الديانات نتيجة لبعض تساؤلات الإنسان ،ونتيجة لخوفه من بعض الظواهر كالموت مثلا،أو لعجزه عن التنبؤبالمستقبل مماجعله يلجأ للعبادة. معبوداته التي تفنن في إختيارها،كل حسب معتقداته وفلسفته الخاصة. أمّا إذا نظرنا إلى الديانات السماوية فنجد بأنّها

منزلة من عند الله تعالى فهي منقولة كما نزلت على الأنبياء والرسل،إذاإستثنينا المحرفة.

ولقد كان على النّاس أن يؤمنوا ويعملوا بها،ولكن هل كان على النّاس أن يؤمنوا بها دون أن

يعقلونها،أو يتفلسفوا بشأنها؟ وبهذا السؤال يمكننا طرح الإشكالية التالية :ما العلاقة بين الفلسفة والدين؟

الفصل الأول: مفهو م الفلسفة والدين:

ـ الفلسفة لغة:وتعني حب الحكمة.
ـ إصطلاحا:هي تساؤل نقدي بنّاء ينصب على كل منتوج ثقافي.

ـ وهي حقل للبحث والتفكير يسعى للفهم مبهمات الوجود والواقع، كما يحاول أن يكتشف ماهية الحقيقة والمعرفة.والفلسفة نابعة من التعجب وحب الإستطلاع.(1)

ـ وهي عملية تشمل التحليل والنقد والتفكير.

- ولقد إختلف الفلاسفة في تعريفها على إختلاف مذاهبهم .

2ـ مفهوم الدين:

ـ لغة:هوالملك و الحكم والتدبّير من دانه أي سلكه وحكمه وساسه ودبّره وقهره وحاسبه ، وجازاه وكافأه.

ـ إصطلاحا:كماعرفه الإسلاميون بأنه وضع إلاهي سابق بذوي العقول السليمة، بإختيار مدار الصلاح في الحال والفلاح في المآل.(2)

ـ تعار يف تخص الفلسفة والدين:

ـ الحكمة:هي ملكة عقلية تساعد صاحبها على الحكم على الأمور والأشياء بطريقة سليمة وصحيحة ولاتتعارض مع المنطق والواقع .

ـ العقل:عقل الشيئ فهمه فهو معقول-أي مفهوم،العقل نور روحاني تدرك به النفس الأمور الضرورية،والفطرية،وابتداء وجوده عند اجتنان الولد في الرحم،ثم لايزال ينموإلى أن

يكمل عند البلوغ.(3)

- الشريعة: هي أحكام الدين سواء ما يتعلق بالعقيدة أوالفقه.

-النقل:نقل الشئ أي نقله من مكان إلى مكان،ونقلة الحديث هم الذين يدونون الأحاديث وينقلونها ويسندونها إلى مصادرها.(4)

(1) الموسوعة العربية العالمية،السعودية، 1996 ،(2)نفس المرجع.

(3) أ،محمد أما ن بن علي الجامي:العقل والنقل عند إبن رشد،144ص،قاموس المحيط.

(4) نفس للمرجع.

الفصل الثالث: علاقة الفلسفة والدين في الديانات السماوية.

1- في الديانةاليهودية:

كان الفيلسوف اليهودي( فيلون الإسكندري) أول فيلسوف تناول هذه القضية بصورة واضحة

وهو الفيلسوف الذي حال التوفيق بين الديانة اليهودية والفلسفة اليونانية.

تأتي اهمية فيلون الاسكندري في نظر المؤرخين والفلاسفة في محاولته للتوفيق بين محتوى كتاب التوراة المبني على الوحي الالهي والايمان بالله خالق الذي يهتم بالانسان من جهة والفلسفة الميتافيزيقية (مثل نظرية الُمثل لافلاطون) من جهة اخرى.. كذلك يعتبر احد المصادر المهمة في تفسير اللاهوتي.

التأويل او المجازية:
كان فيلون اول مفكر يهودي اعتبر بعض احداث في عهد القديم لا يمكن فهمها او تفسيرها جيدا الا عن طريق التأويل اوالمجازية، (1). بهذه الطريقة استطاع فيلون التخلص من المشاكل التي تواجه التفسيرات الصعبة للعهد القديم. اما من الناحية الفلسفية، ففكرة لوغوس او الكلمة التي شاع استخدامها في الفلسفة الاغريقة وبالاخص لدى افلاطون استخدمها استخدما جيدا (2). حاول تفسير الشخصيات الكبيرة في عهد القديم وسلوكها بين الفضيلة والرذيلة ولكن عادة كان يجعل من النفس المغتربة من الله تواقة للعودة اليه. فيضع فيلون ثلاث طرق لعودة النفس الى مقامها:-
الاولى - هي طريق المجهادة والزهد وسماه بطريق يعقوب وهو طريق الصوفيين والمريديين.
الثانية - طريق المعرفة او الدراسة وسماه بطريق ابراهيم.
الثالثة – الطريقة الاخيرة هي طريق الانبياء التي هي هبة الهية وسماه بطريق اسحاق. بهذه جعل فيلون اليهودية ديانة ملائمة لكل الازمنة و كل الاماكن. ص252 ايميل برييه.
الوجود حسب تفسير الفيلسوف فيلون الاسكندري:
لتفسير الوجود اهمية كبيرة في الفكر الفلسفي والديني، فكان لا بد ان يتطرق عليه فيلون خاصة وانه يحمل في نيته نقل عهد القديم من كتب قصص الانبياء الى فكر فلسفي مبني على المنطق العقلي، في عصر كانت افكار الفلسفية اليونانية ومدارسها في قمة مجدها. لذلك نرى ارائه هي مزيجة من اراء الفلسفة الاغريقية الميتافيزيقية والكتب الدينة اليهودية. في لاهوت
فيلون دائما يلتزم بجوهر القضية على ان هوية الله هوية غير مادية ، فيعتبره العلة الاولى للوجود، غير متناهي وحر،خالد، يحوي على كل شيء في ذاته لذلك لا يحتاج الى اي شيء. يستخدم تعبير افلاطون بتسميته بشمس الشموس ولكن يدخل فكرة الديانة اليهودية في وصفه بأنه اله عادل ومحب للرحمة ولولا رحمته لهلك جميع الناس فالرحمة عند الله تسبق العدالة حسب فيلون كما كانت في اليهودية – 5-

2-علاقة الفلسفة بالدين في الديانة النصرانية:

تطورت الفلسفة الغربية أثناء العصور الوسطى بكيفية جعلتها جزءًا من اللاهوت النصراني، أكثر من كونها فرعا مستقلا من البحث العلمي. وهكذا فلم يبق للفلسفة اليونانية والرومانية من آثار سوى ما تركته من أثر على الفكر الديني.ولقد حاول آباء الكنيسة المسيحية كأرجين(م185-254)وكليمان(150-م217) أيضا التقريب بين بعض الآراء المسيحية ومفاهيم الفلسفة اليونانية. بداية القرن الخامس الميلادي أعطى للتاريخ البشري تفسيرًا من حيث إنه صراع بين النصارى الذين يعيشون في مدينة الله، والوثنيين والمرتدين الذين يعيشون في مدينة الدنيا. يقول أوغسطين: إن أصحاب مدينة الله سوف يكون جزاؤهم الخلاص الأبدي، أما أصحاب مدينة الدنيا فسوف ينالون العذاب المستديمكان القديس أوغسطين أشهر الفلاسفة في أوائل العصور الوسطى. ففي كتابه مدينة الله الذي ألّفه في. إن هذا الكتاب قد زعزع الوثنية السائدة في روما، وساعد في انتشار النصرانية خلال ذلك الوقت.(6)

-5- مقا ل: بقلم يوحنا بيداويد،الأنترنت،ملبرون استراليا،2009.

في فلسفة القرون الوسطى سادت منظومة من الفكر تسمى المدرسية بين القرن الثاني عشر والقرن الخامس عشر الميلاديين. والمدرسية تُشير إلى منهج فلسفي للاستقصاء، استعمله أساتذة الفلسفة واللاهوت في الجامعات الأولى التي ظهرت في أوروبا الغربية. وكانوا يُسمّون المدرسيين.

يعتمد المنهج المدرسي على التحليل الدقيق للمفاهيم، مع التمييز البارع بين المدلولات المختلفة لتلك المفاهيم. وقد استعمل المدرسيون المحاكمة الاستنتاجية انطلاقًا من المبادئ التي وضعوها بمنهجهم، بقصد إيجاد الحلول للمشكلات العارضة.

نشأت المدرسية نتيجة لترجمة أعمال أرسطو إلى اللاتينية التي هي لغة الكنيسة النصرانية في العصر الوسيط. فهذه الأعمال حثت المفكرين آنذاك على التوفيق بين أفكار أرسطو الرئيسية والتوراة والعقيدة النصرانية. إن أشهر المدرسيين هو القديس توما الأكويني. حيث اجتمع في فلسفته فكر أرسطو والفكر اللاهوتي، حتى إنها أصبحت هي الفلسفة الرسمية للكنيسة الرومانية الكاثوليكية.

قدّم المدرسيون مساهمات قيمة في تطور الفلسفة، منها ما قدّموه من أعمال في مجال فلسفة اللغة. حيث بينوا كيف يمكن لخصائص اللغة أن تؤثر في تصورنا للعالم وللدين. كما أنهم ركزوا على أهمية المنطق في البحوث الفلسفي.

الحركة العقلانية وحركة دعاة التقوى. دعت الحركة العقلانية إلى الاعتقاد بعالم منظم يمكن تفسيره بالعقل والمبادئ العلمية. وقد دعا أصحاب هذه الحركة كل المذاهب إلى الاتفاق على أفكار أساسية تتمثل في الإيمان بإله عالم حكيم، والإيمان بوجود الروح، وبحتمية الجزاء والعقاب في الحياة الآخرة. ولكنهم رفضوا الإنجيل والكنيسة مصدرين للحقيقة. وفي مقابل هؤلاء العقلانيين ظهر جون ويزلي وأتباعه، الذين دعوا إلى التركيز على التجربة الدينية بدلاً من اللجوء إلى العقل وتفسيراته. وعدوا الإيمان الصادق أهم من شعائر العبادة. انفصل هؤلاء عن كنيسة إنجلترا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي وعرفوا بالميثوديست.(7)

3- علاقة الفلسفة بالدين في الإسلام: في إطار الفكر الفلسفي برزت هذه القضيةمع ظهورالتيّارالفلسفي الذي تعرض لبعض القضايا التي تمس حقيقة التعاليم الدينية.

ولقد حاول الفلاسفة المسلمون بها من وجهة نظر فلسفية.

- مما جب الاتفاق عليه بن المسلمين( وحدة المصدر في معرفة العقيدة الإسلامية واعتماد ذلك المصدر في بحث أي معنى من معاني العقيدة الإسلامية، وعدم إغفاله، وبذلك تسلم عقيدة المسلم من الزيف والإلحاد والضلال.

-لا يجوز تعطيل العقل في مجال العقيدة وغيرها لأن العقل أساس التكليف ومناط الأهلية إلا أنه لا يجوز أن يتجاوز العقل حدوده ويتجاهل وظيفته ويجمع في مجال االخيال الفاسد والأوهام الكاذبة والوهم لا يصلحان أساسا للعقيدة والمعرفة الصحيحة حتما.

-دعوتنا إلى وحدة المصدر للعقيدة الإسلامية حقيقة دل عليها الشرع بالقواطع من الأدلة النقلية ، والعقل السليم لا يعارضها ،على القاعدة التي تقول:العقل الصريح لايخالف النقل الصحيح.(8)

(7)الموسوعة العربية العالمية ،السعودية ،1996 .(8)منهاج الأدلة.

-إذا كان العقل هو الذي دلنا على معرفة اللّه عز وجل وعلى أن محمدا رسول اللّه حقا فأي معارضة تفرض بين العقل وبين ما جاء به الكتاب والسنة ،أو رد وخبر رسوله بحجة مخالفتهما للعقل ، يعتبر كل ذلك مناقضة صريحة لما دل عليه العقل نفسه ولقد فتح الكنديي بأراءه هذه القضية لمن أتى من بعده من الفلاسفة المسلمين وأصبحت قضية العلاقة بن الفلسفة والدين من بيين القضايا الهامة في الفلسفة الإسلامية، تناولها الفرابي وابن سينا في الشرق وابن طفيل وابن رشد في الغرب .

وقد ذهب كل من الفرابي وابن سينا فيي محاولتهما التوفيقية بين الدين والفلسفة الى تفسير النصوص القرآنية وتأويلها تأويلا يرضاه العقل ، ولا يبعد كثيرا عن منهج الشرع .

وقسم الناس إلى طبقات تتبان في طرق الفهم والتصديق و الإستدلال ، وفي القدم الذي يفهمه كل منهما من نصوص الشرعية . كما انهما ذهبا إلى القول بتافؤ الفلسفة والدين ، بل يرآى الفرابي أن الدين الصحيح لا يختلف عن الفلسفة الصحيحة وإن بدا هنا تناقص أو تعار ض بينهما فيعود ذلك في الغالب إلى ضعف في النظام الفلسفيي أو إلى خلل في براهينه المؤدية إلى اليقين .

-أمّا إبن طفيل فخلافا للكندي والفرابي وابن سينا لجأ إلى أسلوب الرمز والتمثيل كوسلة لعرض آراءه حول هذه القضية ، كما أنه تميز عن هولاء بأنه خصص مؤلفا بأكمله – وذلك هو كتابه – ( بن يقضان ) – لمعالجة مشكلة العلاقة بين الدين والفلسفة وفي هذه القصة الأسطورية لإبن طفيل كيف توصل بطل قصته (حي ) إلى الحقيقة بالنظر العقلي ، وعندما قورنت هذه الحقيقة بالحقيقة الدينية التي جاء بها الوحي ثبتت أنهما متطابقتان .(9)

-ولقد رأى ابن رشد الذي شق طريقا للنفسه بفلسفته: أنّ :

- إذا وجدت بعض الآيات في الكتاب تضاد الفلسفة يجب تفسيرها تفسرا شعبيا باعتبار أن لكل آية معنيين: حرفي شعبي وروحي خاص فالحرفي للشعب ،والروحي للفلاسفة بل يقول من هو أدهى من هذا وأمر- إذ يقول:كما أن الأنبياء يتقبلون الوحي فيبلغونه للشعب وكذلك الفلاسفة وهم أنبياء الطبقة العالمة.

- لذلك يجب أن يوفق بين الدين و العلم ، وعلى العلماء أن يجمعوا بين الحكمة والشريعة

وأن يعملوا من الشريعة بما يوافق الحكمة، حتى يكون عملهم في كل شيء موافقا للحكمة.

- ومن أقوال ابن رشد المأثورة: الحق لايضاد الحق بل يوافقه ويشهد له.

وقد بنى ابن رشد آراءه في هذاالمجال على فكرة سبق ان نادى بها الكندي والفارابي وابن سينا ،وتعود في اصلها الى الأفلاطونية الحديثة ،تلك هي ان الحقيقة واحدة في كل مظاهرها ولقد رآى ابن رشد اذا كانت الحكمة او الفلسفة مما يوجبه الدين ،ويحث عليه فطبيعي أن لا

(9)،د:احمد محمد جلى،مؤتمربن رشد.359

يكون تعارض بينهما وبين الدين،فذهب الى أن الشريعة لايمكن ان تكون مخالفة لما يقتضيه العقل بل انها والحكمة اختان ارتضعتا لبنا واحدا وانهما يتعاونان من اجل اسعاد البشرية . ،ومن ثم فان الحقيقة التي ينادي بها الشرع لاتختلف عما يهتدي به العقل من حقائق ، والعكس ايضا صحيح فا لعقل السلم لايمكن ان يؤدي الى حقيقة مناقضة لما يقرره الدين الصحيح الذي يامر ويحض على كسب المعرفة .هذا بالاضافة الى ان كلا من الدين والفلسفة يهدف الى تحقيق السعادة للانسان ومن ثم لايمكن ان يكون هناك خلا ف اوتعارض بينهما ماداما متفقين غاية وموضوعا .

وانطلاقا من هذا يذهب ابن رشد إلى انه إذا ما بدى تعارض بين الدين والفلسفة اوالشرع والعقل فمثل هذا التعارض لا يمكن ان يكون تعارضا حقيقيا بل سيكون مرده إلى الاختلاف في النهج والأسلوب الذي يتبعه كل من الشرع والحكمة في مخاطبة الناس. فالناس مختلفون في طباعهم واستعداداتهم للفهم والإدراك والتصديق . فمنهم من يصدق بالبرهان والحجة المنطقية .ومنهم من لا تنفع معهم إلا الأقاويل الجدلية .(10)

أما وجود الله، عند الغزالي، فالدليل عليه هو دليل الصنعة التي تدل على الصانع، يقول في كتابه إحياء علوم الدين: " إن هذا الأثر العجيب والترتيب المحكم لا يستغني عن صانع يدبره وفاعل يحكمه ويقدره بل تكاد فطرة النفوس تشهد بكونها مقهورة تحت تسخيره ومصرّفة بمقتضى تدبيره". ويثبت الغزالي لله الصفات التي وصف بها الله تعالى نفسه.

. ابن تيمية (661 - 728هـ، 1263 - 1328م). يختلف ابن تيمية عن الغزالي في أنه لم يقبل من الفلاسفة لا المقدمات ولا النتائج ونعى عليهم اعتمادهم على العقل وحده وسيلة للمعرفة فأنكر أدلة القائلين بالواجب الوجود، والممكن الوجود في إثبات وجود الله تعالى، وقال: ¸إن القائلين بواجب الوجود لم يقيموا دليلاً على واجب الوجود فإنهم جعلوا وجوده موقوفًا على إثبات (الممكن) الذي يدخل فيه القديم، فلا يمكن إثبات واجب الوجود على طريقتهم إلا بعد إثبات ممكن قديم، وهذا ممتنع في بديهة العقل.

ويقول ابن تيمية: ¸وأمكنهم أن يستدلوا على أن المحدَث لابد له من قديم وهو واجب الوجود ، ولكن أثبتوا قديمًا ليس بواجب الوجود، فصار ما أثبتوه من القديم يناقض أن يكون هو رب العالمين، إذ أثبتوا قديمًا ينقسم إلى واجب وإلى غير واجب. والواجب الذي أثبتوه قالوا: إنه يمتنع اتصافه بصفة ثبوته، وقالوا لا يكون صفة ولا موصوفًا البتة، وهذا ممتنع الوجود، لا ممكن الوجود، فضلاً عن أن يكون واجب الوجود·. وفند ابن تيمية آراء الفلاسفة في قدم العالم لأنهم يقولون إن الله فاعل بالإيجاب لا بالاختيار. فالله عنده فاعل قادر على الفعل منذ الأزل لكنه فاعل بالاختيار لأن الاختيار صفة تناسب الإله، فله أن يفعل وأن لا يفعل مع قدرته على الفعل والترك، فلا يجب عليه شيء. وقد علمنا من الفارابي وابن سينا وابن رشد كذلك أن الله خلق العالم ضرورة، وهذا هو الذي جعل ابن تيمية يقف مدافعًا عن الشرع والمعرفة النقلية التي يرى أنها لا تضاد العقل بل إن صريح المعقول عنده لا يتعارض مع صحيح المنقول. وقد كتب في ذلك كتابًا ضخمًا أسماه درء تعارض العقل والنقل انتصر فيه للفطرة السليمة والمنطق الفطري الذي لا يتعارض ولا يعارض النقل بالمقارنة مع المنطق الأرسطي الذي يخضع لمكونات ثقافية ولغوية تجعلنا نقبل منه ما تقبله فطرتنا السليمة ونرفض ما ترفضه. (11)

(10).د:ااحمد محمدجلى ،العلاقةبين الدين والفلسفة في مذهب ابن رشد،353.

(11).الموسوعة العرربية العالمية،السعودية،.1996


الخاتمة:

ان الفلسفة ومناهجها مهما بلغت لن يكون فيهاغنى للفيلسوف عن الدين ولا يمكنها ان تكون نظاما مستقلا عليه،ولو فعلت ذلك لكان مستوى نظامها اقل قيمة وفائدة من ذلك النظام الذي يستند إلى الوحي والعقل ( الدين ) ذلك لأن العقل البشري محدود الطاقة وانه عجز في كثيرمن الأحيان عن إدراك كثيرمن الأموروهنا يأتي دور الوحي الذي جاء بالإجابة عن كل شيء.

قائمةالمراجع:

- الموسوعة العربية العالمية،السعودية،.1996

- كتاب: مؤتمرابن رشد ،الجزء الثاني،الشركة الوطنية للنشر والتوزيع،.1983

- الكندي:رسائل الكندي الفلسفية.تحقيق:د.محمد عبد الهادي أبوا ريدة.

- ابن رشد( التهافت التهافت.تحقيق د.سليمان دنيا).دار المعارف.
-الأنترنت.

هناك تعليق واحد: