الاثنين، 23 يناير 2012

اوغست كونت فيلسوف وعالم الاجتماع/والي حسان، جوادة سهام، بوفوس وليد/ د4

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

جامعة فرحات عباس - سطيف-

كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية

مقياس: فلسفة عامة جذع مشترك علوم إنسانية

الفوج:4

عنوان البحث:

أجيست كونت وعلم الإجتماع

إعداد الطلبة : تحت إشراف الأستاذ :

والي حسان

جوادة سهام

بوفوس وليد

السنة الجامعية: 2011/2012

المقدمة:

يعتبر ميدان علم الاجتماع من أكثر الميادين العلوم الاجتماعية تنوعا وتغييرا وهذا ما تعكسه اختلافات رؤى علماء الاجتماع حول مستويات التحليل السيسيولوجي وكذا في اختلاف الاتجاهات والمرجعيات الفكرية التي ينطلقون منها وكذا في نظرتهم للطبيعة البشرية والعوامل المتحكمة في سلوكاتهم ، إذ نجد الاتجاهات التي تنطلق من الوحدات الكبرى للبناء الاجتماعي أو ما يسمى "بالماكروسوسيولوجيا" وذلك بتأكيدها على أهمية البناء أنساق الاجتماعية بوجه عام في بلورة الواقع المجتمعي ، على غرار المذاهب إلى ما ذهب إليه الرواد الأوائل لهذا العلم أمثال : أوغست كونت ، ماركس ، دوركايم وغيرهم، في حين تذهب اتجاهات أخرى إلى اعتبار الوحدات الجزئية المرتبطة بواقع الفاعليين الاجتماعيين وهي وحدات الأساسية لموضوع الدراسة السوسيولوخية التي تعني الفعل الاجتماعي والثقافي وحتى المواقف.

كما أن حقيقة التغيير الاجتماعي واختلاف درجات التطور، تقتضي بدورها تغير النظرية الاجتماعية بتغير القضايا ومفاهيم الدراسة بما يتلاءم وقضايا المشكلات التي تعاني منها المجتمعات الإنسانية حتى تكون أكثر ارتباطا بها من أجل دراستها وفهمها وبهدف الوصول إلى التفسيرات العلمية لموضوعات علم الاجتماع والكشف عن الميكانيزمات التي تحكم وتوجه عمليات التغيير الاجتماعي ، ومع التسليم بأن العديد من هذه النظريات لا تخلو من اعتبارات تبريرية وإيديولوجية لأنها تنطلق من خلفيات فكرية تعكس قناعات أصحابها ونظرتهم إلى الواقع الاجتماعي ، إلا أنها لا تخرج عن نطاق ميدان هذا العلم مما يساعد في النهاية على تكاملها في فهم وتفسير الواقع الاجتماعي ، لأنها تعالج قضايا ومفاهيم تشكل في النهاية موضوعات هذا العلم.

خطة البحث :

الفصل الأول : من هو كونت أوغست ؟

- التعريف بكونت .

- أهمية كونت .

- تقسيم أعمال كونت .

الفصل الثاني : كونت و علم الاجتماع .

- علم الاجتماع عند كونت .

- منهج البحث عند كونت .

- تصنيف العلوم .

الفصل الثالث : منهج كونت في المذهب الوضعي .

- المذهب الوضعي .

مبادئ المذهب الوضعي .

الخاتمة:

إن علم الاجتماع اليوم له أهمية كبيرة في الحياة اليومية والمعرفية ، لذلك يشهد هذا العلم تعددا كبيرا في فروعه وميادين دراسته وذلك لتعقد الحياة ونتيجة التقدم الهائل الذي تشهده البشرية وذلك في شتى العلوم وكذا الانفجار الهائل في المعلومات والتقدم التكنولوجي للإنسان المعاصر ، أما بالنسبة كعرب ومسلمين فبدأنا نسمع عن الفكرة "نحو علم اجتماع العربي" أو الإسلامي لأن الإسلام يرى أن الظواهر الاجتماعية لها تأصيل رباني أو روحي وكذا الإنسان لا يستطيع العيش دون دينه وواجبه الإسلامي يقول تعالى:{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العامين وحده لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين} فبالنسبة إلى الظاهرة الاجتماعية عند الغرب ، فإن علم الاجتماع عاجز عن إيجاد الحلول لها لتعددها وتغيرها الدائم لذلك لا نجد نظرية عامة ومحددة تحكمها ، أما الإسلام فنجده دائم الاستجابة والقدرة على التكيف في مختلف العصور وعبر مختلف الزمان والمكان إلا أنه وفي نفس الوقت لا يعترف بحدود الزمان والمكان ، فهو دوما قادر على حل المشكلات والمعضلات التي تشهدها البشرية.

أوغست كونت ( 1798 – 1857 ) عالم اجتماع و فيلسوف اجتماعي فرنسي ، أعطى لعلم الاجتماع الاسم الذي يعرف به الآن ، أكد ضرورة بناء النظريات العلمية المبنية على الملاحظة، إلا إن كتاباته كانت على جانب عظيم من التأمل الفلسفي ، ويعد هو نفسه الأب الشرعي و المؤسس للفلسفة الوضعية وهو " يعتبر تلميذ ل سان سيمون وهو فيلسوف فرنسي" . ولد في مدينة مونبيلييه . وتخرج من مدرسة البوليتيكنيك ، ثم عمل سكريتيرا عند الفيلسوف سان سيمون الذي كان بأفكاره أثرا كبيرا على نظرياته التي عرضها فيما بعد في أهم مؤلفاته . ' محاضرات في الفلسفة الوضعيةُ' و' نظام في السياسة الوضعية ' [1]

أهمية كونت :

تكمن إسهامات كونت الأكثر أهمية في قانون المراحل الثلاث وتصنيف العلوم . ويسلم كل واحد تقريبا بأن تلك الإسهامات تحتوي على قدر معين من الحقيقة . إنه على حق في تأكيده أن الجهد الصحيح لعلم ما يجب أن يكون الكشف عن قوانين الظواهر ، وليس البحث عن جواهر ليست في المتناول ، أو عن ماهيات وعلل . ويستحق الثناء أيضا لأنه رأى أن من المهام الرئيسية للفيلسوف ، على الأقل ، أن يكشف عن المناهج المشتركة بين العلوم المختلفة ،وتنظيم نتائجها في نوع ما من المركب . وتصبح تلك المهمة صعبة بصورة متزايدة مع تعقد العلوم الذي يزداد ، غير أنها مهمة مرغوب فيها .

ويستحق كونت الثناء أيضا لأنه أخذ الفلسفة بجدية ، لأنه يتصور أن رسالتها تتمثل في بيان ما يمكن ، وما يجب القيام به ، في ضوء العلم ، في توجيه الإصلاح الاجتماعي . وهنا يكون المتخصصون في العلوم المختلفة أكثر مقدرة عن البحث في التفاصيل ، وتبقى مهمة الفيلسوف وهي أن يبحث عن رؤية أكثر تركيبا ، من الرؤية التي يقدمها المتخصصون .

ويتفق كل واحد اليوم مع كونت على ضرورة استبعاد الميتافيزيقا من العلم الوضعي وهناك مدرسة الوضعيين المناطقة في القرن العشرين التي تعتقد أنه يجب التخلي عن دراسة الميتافيزيقا تماما. فلا تزال أكثر الفلاسفة في الوقت الحالي يؤمنون بقيمة الميتافيزيقا من حيث أنها مهمة فلسفية . فلا تزال المشكلات العظيمة الخاصة بطبيعة الكون النهائية ، وعلاقة الذهن المادة ، وإمكان معرفة العالم الخارجي ، وحرية الإرادة ، والدعوى الخاصة بالآلية والغائية ، ومسائل شبيهة ذات أهمية تستحوذ أذهان المفكرين . وحتى على الرغم من أنه لم تقترح حلول يمكن أن يجمع عليها الفلاسفة ، غير أن تلك المشكلات ، على الأقل ، مفهومة بصورة أفضل ، كما أصبحت كثيرا من الحلول المقترحة مضيئة وموحية .

وبالنسبة لفلسفة الدين فإن جميع أولئك الذين يرون قيما معينة من الحياة الدينية والتجربة الدينية ، سيقرون بأن دين البشرية يحافظ على بعض تلك القيم بصورة ناقصة ، وأنها أفضل بكثير من انعدام الدين تماما . ولذلك فإنها تستحق أن يمعن فيها النظر أولئك الذين يعتقدون أنه من المستحيل الوصول إلى نتائج أكثر إيجابية . ومع ذلك يعتقد معظم الذين

أكثر توفيرا ، وتقل أهمية الجندي مقارنة بالعامل ، على الرغم من أن الحاجة إليه لا تزال موجودة من الحرب الدفاعية . وتثبت الطبقات المتوسطة وجودها وتطالب بحقوقها السياسية.

ويجب أن يقوم فقهاء القانون بوزن مطالب كل طبقة وعمل توافق بينها وتى المرحلة الوضعية أن الصناعة هي المنتصرة ، فسوف يدرك العمال أن مشكلاتهم لا يمكن أن تحل عن طريق ثورات ، وينظرون إلى الفلسفة الوضعية على أنها تكفل لكل واحد الفرص للتطور العقلي وحق العمل . وسيكون ذلك عهد السلام، والتخلص من الثورات الداخلية والحروب الخارجية

تقييم أعمال أ. كونت :

- أعطى اسما لهذا العلم وكرس جهده في الدعوة إليه لكنه أخطأ في التسمية " دراسة الجماعة " وهدفه إصلاح المجتمع والعودة إلى مجتمع القرسطي .

- حدد موضوعات علم الاجتماع لكنه تجاهل الأساس الاجتماعي والمصلحي وتناسى ظاهرة التغيير الجماعي ، والتي يراها وسيلة لتحقيق الاستقرار.

- تأسيسه للمنهج الوضعي لكنه لم يستخدمه .

- دعا في أواخر حياته إلى إنشاء علم الأخلاق وبذلك هدم بنفسه ما دعي إليه مذهبه الوضعي .

إذا سيسيولوجية كونت هي سيسيولوجية الحنين إلى الماضي الجمعي والماضي الشخصي ، وما هي إلا تركيبة للمعارف الذي كانت سائدة في عصره ، فما هي إلا سيسيولوجية أزمة .[2]

أ. كونت وعلم الاجتماع :

انطلقا من تصورات كونت لمذهبه الوضعي القائم على :

" إن الظواهر الاجتماعية ، وأن الأفراد يستطيعون الوقوف عليها " وانطلقا من الفوضى السائدة في أعقاب الثورة الفرنسية وظهور مشكلات إصلاح المجتمع وإعادة تنظيمه .

كان ولابد حسب كونت من ظهور علم يعالج الفوضى السائدة وتنطبق عليه شروط ومبادئ المذهب الوضعي ، وهو ما أسماه " بالفيزياء الاجتماعية " ليغييره إلى "علم الاجتماع " بعد صدور مقال لـ " أودولف كتيليه " بعنوان " مقال في الفيزياء الاجتماعية " والذي يراه كونت أنه تافه ويسيء إلى العلم الجديد .

وعلم الاجتماع عنده علم نظري مجرد يستهدف أساسا دراسة الظواهر الاجتماعية بروح المذهب الروحي ، وهو علم مكمل للعلوم الأخرى ، إذ يقول " لدينا الآن فيزياء سموية (الفلك) وفيزياء أرضية ونباتية وحيوانية ، ومازال ينقصنا فرع آخر من الفيزياء الاجتماعية وبذلك تكتمل معرفتنا بالطبيعة ويعني بهذا العلم الجديد ذلك الفرع من الفيزياء الذي يتخذ من

الظواهر الاجتماعية موضوعا للدراسة بوصفها بنفس روح الظواهر الفلكية والطبيعية والكيميائية والفيزيولوجيا أي أنها محكومة بقوانين ثابتة ، أما عن علاقة علم الاجتماع بالعلوم الأخرى فيرى أن هدفه الأساسي الوصول إلى تركيبة من كل ألوان المعرفة المتاحة [3]

منهج البحث عند أوغست كونت

وتتلخص قواعد المنهج الوضعي عنده في :

1ـ الملاحظة : ويجب النظر في الحقائق الاجتماعية على أنها موضوعات منعزلة عنا وخارجة عن ذاتنا ومنفصلة عن شعورنا للوصول النتائج قريبة إلى حقائق الأمور.

2ـ التجربة و تقوم على أساس المقارنة بين ظاهرتين متشابهتين في كل شيء ومختلفتين في شيء واحد .

3 ـ المنهج المقارن : ويكون بين الظواهر و المجتمعات المستقلة عن بعضها البعض

( يربطه بالاستاتيكا ) .

4 ـ المنهج التاريخي : و يسمى بالمنهج السامي و يكشف عن القوانين التي تحكم التطور الاجتماعي للجنس البشري ، والذي ينتقل من مرحلة إلى أخرى أرقى منها (ويرتبط بالديناميك)[4]

تصنيف العلوم :

يؤكد كونت أنه من الممكن أن نرتب العلوم ترتيبا هرميا في النظام الآتي : الرياضيات ، الفلك ، الفيزياء البيولوجيا ، علم الاجتماع . ويجب أن يلاحظ أن كونت لا يناقش هنا سوى العلوم المجردة ، ولا يناقش العلوم التطبيقية التي تعتمد عليها ، مثل الطب ، والهندسة . وذلك هو النظام الذي ظهر فيه كل علم من الناحية التاريخية ، و الذي بلغ أيضا المرحلة الوضعية . إن كل علم هو من الناحية المنطقية أكثر بساطة و أقل تعقيدا من العلوم التي تليه . و علاوة على ذلك، فان كل علم هو أكثر عمومية في تطبيقه من العلوم التي تليه : فالرياضيات تنطبق على كل شيء، وعلم الفلك ينطبق على كل الأجسام ، و لا نعرف إذا كانت الفيزياء والكيمياء تنطبق على ظواهر غير الظواهر الأرضية ، ولا تهتم البيولوجيا إلا بالكائنات الحية .

المذهب الوضعي وقانون المراحل الثلاث عند أوغست كونت :

كان كونت يطمح في حياته إلى تنظيم المجتمع من جديد بطريقة تكون ذات فائدة مستمرة بالنسبة لجميع طبقات الشعب ، وتكفل السلام الكلي بين الأمم ، وتبدأ الصراعات الاقتصادية داخل كل أمة ، وتضمن للجميع حياة كريمة شريط أن يقوموا بدورهم ، ويساندون تقدم العلوم والثقافة بكل وسيلة . والوصول المناسب لهذه الفلسفة هو النظر إلى كونت على أنه مصلح اجتماعي . وكان يرى في تفكيره المبكر أن الإصلاح الاجتماعي يحدث أساسا عن طريق تطوير العلوم وتطبيقها عمليا على أساس وضعي . وتلك هي وجهة نظر الفلسفة الوضعية . ويتضمن ذلك التنظيم الجديد في كتابه الجديد " السياسة الوضعية " التأكيد على الأخلاق والدين كما يتصورهما

مبادئ الذهب الوضعي :

يرى كونت أن الفوضى والأزمات الاجتماعية تظل قائمة طالما استمر النزاع بين المذاهب اللاهوتي (الإقطاعية) و المذهب الميتافيزيقي ( عصر التنوير) ولن يتحقق النظام إلا بالقضاء عليهما معا ، وإحلال المذهب الوضعي محلهما ، لكن يؤكد على أنه لا ينبغي و الاندفاع في تحقيق هذا النظام الجديد .

ويرى أن بظهور هذا المذهب العظيم سوف يسود الاستقرار وتختفي جميع الخلافات والتناقضات الموجودة داخل المجتمع ، لكون هذا المذهب الجديد يتمتع " بترابط واتساق منطقي تام " لاعتماده على الوحدة الفكرية " الإجماع العام " حول القيم الأخلاقية التي يجب أن تسود .[5]

قائمة المصادر و المراجع :

ـ الموسوعة الحرة " ويبيكيديا ".

ـ محاضرة : مقياس إلى مدخل علم الاجتماع . جامعة فرحات عباس – سطيف - 2010/2011 .



[1] من الموسوعة الحرة "ويبيكيديا"

[2] محاضرة : مقياس إلى مدخل علم الاجتماع . جامعة فرحات عباس – سطيف - 2010/2011 ، ص 17 .

[3] محاضرة : مقياس إلى مدخل علم الاجتماع . جامعة فرحات عباس – سطيف - 2010/2011 ، ص 15 .

[4] المرجع السابق ص 16 – 17 .

[5] محاضرة : مقياس إلى مدخل علم الاجتماع . جامعة فرحات عباس – سطيف - 2010/2011 ، ص 14 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق