السبت، 28 يناير 2012

الحضارة بين مالك بن نبي وارنولد توينبي/

مقدمة

أهمية البحث وأسباب إختياره: إن موضوع الحضارة يتعلق بمصير الشعوب وقد قامت عدة نظريات حولها . وتويني وبن نبي من أهم الدارسين لها . وهما معاصران وعاصرا مختلف الأحداث وهنا المؤلفة تعرض كيفية تحليل كليهما للحضارة. واعتمدت طريقة التحليل . وأهم صعوبات البحث هو ما يتعلق بتوينيفهو إنجليزي وبن نبي فقلت الدراسات عنه.

الباب 01: يتناول مشكلة الحضارة متضمنا فصلين:

الفصل واحد: تعريف الحضارة:

أ: لغة: ضد البداوة في الفرنسية Civilisation الإنجليزية Urbanisation

ب: إصطلاحا: المعنى الموضوعي: حملة من مظاهر التقدم من جيل لآحر في مجتمع أو عدة مجتمعات.

الذاتي المجرد: مرحلة سامية من تطور الإنسانية.

الفصل 02: أهم النظريات الحضارية

1 : نظرية العنصر (الحنبر): حسب القدرة والمؤهلات لصنع الحضارة فهناك القوي والأقل قوة وتويني تناول هذه النظرية بتحفظ ودراساته أفرزت الحنبر الأبيض هما من ساهم في صنع الحضارة أما بن نبي فلم يذكر هذه النظرية.

2: نظرية البيئة: هذه النظرية نوقشت من طرف العديد من الفلاسفة والباحثين وأفرزت النتائج على أن إختلاف الطبائع نتج عن إختلاف الأجواء(البيئة). تويني يعتبرها غير صحيحة إلآ إذا قامت أكثر من حضارة في بيئة متماثلة جغرافيا. أما بن نبي فلم يرد رأيا واضحا.

3: نظرية التعاقب الدوري للحضارات: هنا علينا الإعتماد على نظرية إبن خلدون التي فحواها أن الدول والحضارات تتعاقب على أطوار ثلاثة:

1: طور البداوة: العشير حسب العادات كمعيشة البربر في التتار.

2: طور التحضر: تأسيس الدولة عقب الغنى والفتح ثم الإستقرار.

3: طور التدهور: نتيجة الإنغماس في الترف.

الباب 02: مفهوم الحضارة عند كل من بن نبي وتويني:

الفصل 01: التعريف بكل من مالك بن نبي وتويني.

أولا: حياة أرنولد تويني وأثرها في تكوينه الفكري: إسمه الكامل جون أرنولد تويني ولد في لندن عام 1889 م تلقى تعليمه في منشستر ثم بجامعة أكسفرد حيث أصبح مدرسا فيها عام 1912 عمل في الوزارة الخارجية البريطانية خلال ح ع أحضر مؤتمر الصلح في 1919م ومؤتمر الصلح02 عام 1946 عين أستاذ اللغة اليونانية والتاريخ البيزنطي بجامعة لندن 1919 إستقال عام 1924 م عين مدير للمعهد الملكي عام 1955 توفي في 22/10/1975 يعتبر سعيد الحظ عندما عاش في فترة غضطرابات سياسية وحربين عالميتين . ففي ح ع ا أثار قلقه كتاب'' شبنغلر وتدهور الغرب'' فأكب على دراسة الحضارات . من كتبه: العالم والغرب. _ الحرب والحضارة._ الإسلام والغرب والمستقبل.

ثانيا: حيات مالك بن نبي وأثرها في تكوينه الفكري: ولد بقسنطينة 1905 لأبوين مسلمين ثم نشأ بتبسة حصل على شهادة الثانوية بالجزائر تخرج من كلية باريس مهندسا كهربائيا ولكن إنتماؤه القومي جعله يهجر مهنته ويتجه نحو قضية التحرر. لقد ساهم في علاج الكثير من مشكلات العالم بكتبه التي وضحها تحت عنوان ''مشكلات الحضارة''.

مالك بن نبي ومصادر فكره: لقد درس بفرنسا وعاش في أوربا فكانت مصادر فكره فلسفة وإجتماعا. ولقد تأثر بفلسفات عديدة وهذا يتجلى في محاولاته الفكرية الأصلية.

الفصل 02: مفهوم الحضارة عند أرنولد تويني:

لقد درس تويني الحضارات دراسة تاريخية وكانت دراسته عبارة عن تفسير لأحوال الحضارة من نشوء وتطور وإنحطاط وقد كان هدفه من هذه الدراسة هو العثور على القوانين يفسر بها سير الحضارات فخرج منها بمجموعة من المفاهيم سماها مبادئ الحضارات وهي كالآتي:

_ الإستجابة والتحدي. _فضائل الشدائد. _الوسط الذهبي. _الإعتزال والعودة (الأقليات المبدعة).

الفصل 03: نقد نظرية تويني:

من المؤكد أن تويني لم يكن تجريبي في منهج أبجاثه كلما أراد أن يكون''وتبيتريجيل'' .محق حينما إنتقده لأن تويني أساء فعلا تطبيق المنهج العلمي في أبحاثه التاريخية. ونقد( سروكز) أيضا يبدو مقنعا فتويني تخلى في نهاية بحثه عن فكرة الحضارة لغاية أسمى وهي الديانة العليا.

الفصل 04: مفهوم الحضارة عند مالك بن نبي:

لقد درس مالك بن نبي الحضارة من نواحي ثلاث:_ من حيث تركيبها. _منحيث وظيفتها. _من الناحية التاريخية الإجتماعية (كيفية تطور الحضارة). إن صناعة التاريخ حسب بن نبي تتم تبعا لتأثير طوائف إجتماعية ثلاثة: _تأثير عالم الأشخاص. _تأثير عالم الأفكار. _تأثير عالم الأشياء. وهذه العوالم لا تعمل متفرقة بل تتوافق في عمل مشترك تأتي صورته طبقا لنماذج إيديولوجية من عالم الأفكار يتم تنفيذها بوسائل من عالم الأشياء من أجل غاية يحددها عالم الأشخاص والحضارة تكون حسبه وفقا للمعادلة.

ناتج حضارة = إنسان + تراب +وقت. وهو يقول أن الدين يساهم أيما مساهمة في بناء الحضارة.

الفصل 05: نقد نظرية بن نبي:

إن من أهم النقاد له نجد محمد محمد حسنين وغازي التوبة.

محمد محمد حسنين إنتقد بن نبي فيما يحضر دور الدين في بناء الحضارة فهو يرى أن كل حججه غير كافية. يقول غازي التوبة و محمد محمد حسنين أن بن نبي أعطى قيمة للدين زائدة عن حدوده والمعادلة التي قدمها:

حضارة =إنسانمتوازن +تراب +وقت.

الباب الثالث: مقارنة بين بن نبي وتويني حول مفهوم الحضارة:

الفصل 01: المنهج عند كل من المفكرين (مقارنة في المنهج):

1: منهج بن نبي: إن إبن نبي إتبع منهجا تحليليا فقد حلل الحضارة ورأى أنها تتكون من العناصر الأساسية التالية ( إنسان +تراب +وقت) ولتركيب هذه العناصر إقترح فكرة الدين .

2: منهج تويني: إتبع منهجا تاريخيا يقوم على المقارنة فهو مأرخ قبل كل شيء وقد جعل في كتابه دراسة التاريخ العنوان التالي (( الدراسة المقارنة للحضارات)).

_ ونستنتج أن ابن نبي إتبع منهجا تحليليا وتويني سلك طريق المقارنة.

الفصل 02: مقارنة في المحتوى والبعد الفكري:

1: نشوء الحضارات وازدهارها:

هناك مجتمعات بدائية وأخرى حضارية وكل من المفكرين يرى بأن الأول يتميز بالسكون والثاني بالحركة بن نبي طرح فكرة المجتمع الطبيعي والتاريخي.

المجتمع الطبيعي هو البدائي والتاريخي هو الذي يخضع لقانون التغيير أما تويني فهو يرى أن البدائي ثابت بينما التاريخي فهو ديناميكي.

_ دور العلاقات الإجتماعية في قيام الحضارات:

يقول بن نبي: إن الطليعة توجد النوع ولكن التاريخ يضع المجتمع’ وهدف الطليعة هو مجرد المحافضة على البقاء بينما غاية التاريخ أن يسير بركب التقدم .

_سقوط الحضارات: يرى كل من المفكرين أن الحضارات تنتهي بالإنحلال والسقوط وأعطى كل منهما تفسير لذلك وهذه أهم أسباب سقوط الحضارات:

1: ضعف العلاقات الإجتماعية.

2: الفساد الروحي والأخلاقي.

3: ظاهرة الإستعمار.

إن الفكرة المسيطرة على نظرية بن نبي هي الدين. فالحضارات منذ نشوئها إلى سقوطها تسيرها فكرة أخلاقية أما تويني فهو يرى أن الحضارات منذ نشوئها إلى سقوطها تسير وفق فكرة التحدي نجد بن نبي يستشهد بالتجارب العلمية الحديثة في نظريته. وتويني يستشهد الأفكار التاريخية فقط.

خاتمة:

لقد تعرض كل من بن نبي وتويني لمشكلة الحضارة بالدراسة والبحث ولقد حاول كل منهما دراسة مشكلة الحضارة وبطريقته الخاصة. إن الظروف التي دفعت بتويني نحو هذه الدراسة غير ظروف بن نبي . لقد أثارت ح ع ا فضلا عن كتاب ''شبنغلد'' تدهور الغرب'' قلق تويني على مصير الحضارة الغربية فأكب على دراسة الحضارات السابقة للتعرف على أسباب تدهورها وفناء بعضها. ويحذر تويني العرب من الإنقياد نحو الغرب.

_هل يمكن إعتبار نظريتي هذين المفكرين فعلا نظريتين؟

أولا نظرية تويني : لا تشك الدراسة التي قام بها تويني حول الحضارة هي دراسة قيمة وبالغة الأهمية وبدليل إعتراف ناقديه ومنهم (سوروكز) فهو يرى أن دراسة تويني للتاريخ هي أعظم الآثار الفكرية في مجال الأبحاث التاريخية لهذا الجيل. ولكن يبدو لي أن ما كتبه تويني حول الحضارة لا يمكن إعتباره نظرية لما تضمنه من غموض وعدم إتساق.

ثانيا نظرية بن نبي: تفسيره أيضا لم يخلو من النقد فقد كان النقد منصب بصفة خاصة على فكرة دور الدين في الحضارة. بقيت هذه الفكرة غامضة لدى البعض ومنهم كما سبق الذكر محمد محمد حسنين ومعادلته: إنسان+ تراب +وقت = حضارة غير صائبة. لأنه من اللازم أن تكون:

إنسان متوازن +تراب +وقت =حضارة.



هناك تعليقان (2):