الأربعاء، 18 يناير 2012

الفلسفة ومفهومها d3/خلوف يحي /اسعادي كريمة/لحوش ياسمينة

خطت البحث

مقدمة

1) الفصل الاول . ماهية الفلسفة دوافعها واهدافها

مبحث 01. معنى الفلسفة

مبحث 02.أقسام الفلسفة

مبحث 03.دوافع أهداف وطرق الفلسفة

2)الفصل الثاني. تاريخ الفلسفة وتطورها فب اليونان

م01.تاريخ الفلسفة

م02.أطوار الفلسفة اليونانية

م03.وحدة الفلسفة وتعدد المذاهب

3).الفصل الثالث. مسار الفلسفة

م1- هل ثمة تطور في الفلسفة؟

م2- مستقبل الفلسفة.

الخاتمة .

قائمة المصادر والمراجع

مقدمة :

ان حياة الانسان لاتخلو من التفكير ’فهب في مستواها السادج في امور الحياة العلمية ومشاكلها كعلاقات الفرد مع غيره وتنظيم معاشه وهي في مستواها المتوسط او العادي يميل فها الانسان الى اتخاد مجموعة من الافكار الاساسية التي يكونها ’قدوة لحياته الشخصية او مجهرا ينظر بهالى الكون ان الشرف والعدل والصدق من الفضائل التي يؤمن ’فهو يحاول ان يتصرف وفقا لها .وان كان يميل الى الاشتراكية فانه يحاول ان يكيف سلوكه تبعا لتعاليمها ويفسر الاشياء من خلال ميله هدا.اما ادا كان متنكرا لهدا النظام عدوا له فانه بموقفه هدا يكون ايضا مسلكا في الحياة غيران طائفة من الناس تضايقهم بعض هده الافكار العادية .فينطلقون الى البحث عن الاوصول البعيدة التي تقوم عليها وتعززها .وفي هده الحالة يحياالانسان حياة لاهي سادجة بسيطة ولاهي

متوسطة عادية .انه يحيا حياة الفيلسوف بمعنى الكلمة .وهنا يتناول الأشياء ككل . أو الحياة كوحدة منسجمة و متماسكة . وهكذا يتبين لنا أن التفلسف هو.قبل كل شيء.موقف من الحياة مهما كان مستواه عند الإنسان.ا ن التأكيد مثلا على أسبقية الحياة للفلسفة هو نوع من التفلسف والانتقاد الذي نوجهه إلى الفيلسوف.يدعو انه يتيه في المجردات عبتا إنما هو تصور من التصورات التي تقوم عليها فائدة الحياة .والتصور هدا هو ما نسميه عادة "فلسفة".إن الإنسان ليس كتلة من الغرائز والميول وحسب .انه حيوان دو فكر ولا يرضى ان يحيا حياة حيوانية خالية من التعقل والتأمل .انه يعرف كيف يحيا وما هده المعرفة وهدا الاختيار الانشاط فكري .والحياة يتجلى لنا إن تفكير الفيلسوف وتفكير الرجل البسيط المتصف بالمحسوس وتفكير الرجل العادي يستهدف إلى شيء واحد .هو الحياة .ولهدا فلا معنى للحياة بدون تفكير أو تفلسف

1)- معنى الفلسفة :

الفلسفة لفظة يونانية مركبة من جزاين "فيلو" بمعنى "مخبة" و"صوفيا" بمعنى" حكمة" اي انها تعني في الاصل اليونان "محبة الحكمة" وليس امتلاكها .وتستخدم كلمة الفلسفة في العصر الحديث للاشارة الى السعي وراء المعرفة بخصوص مسائل جوهرية في حياة الانسان ومنها الموت والحياة والواقع والمعاني والحقيقة وتستخدم الكلمة داتها ايضا للاشارة الى ما انتجه كبار الفلاسفة من اعمال مشتركة.

ان الحديث عن الفلسفة لايرتبط حصرا بالحضارة اليونانية .لان الفلسفة جزء من خضارة كل امة .لدا فان سؤال "ما الفلسفة"لايقبل اجابة واحدة .لقدكانت الفلسفة في بادئ عهدها ايام طاليس تبحث عن اصل الوجود .والصانع والمادة التي اوجد منها .او بالاحرى العناصر الاساسية التي تكون منها .وطال هدا النقاش فترة طويلة حتى ايام زينون والسفسطائين الدين شاع عنهم انهم استخدموا الفلسفة في التضليل والتغليظ من اجل تقليب وجهات نظرهم. ولكن الفترة التي بدات من ايام "سقراط " .الدي وصفه "شيسرون"بانه انزل الفلسفة من السماء الى الارض ".ومن حيث انه حوت التفكير الفلسفي من النفكير في الكون .و موجده .وعناصر تكوينه الى البحث في دات الانسان .أدت الى تغير كثير من معالمها .بتحويل نقاشها الى طبيعة الانسان وجوهره .والايمان بالخالق .والبخث عنه واستخدام الدليل الغقلي في اثباته.

واستخدم "سقراط" الفلسفة قي اشاعة القضيلة بين الناس .والصدق .والمحبة .وجاء سقراط وافلاطون معتمدين الاداتبن العقل والمنطق كاساسين من اسس التفكير السليم الدي يسير وفق قواغد تخدد صخته او بطلانه

سؤال "ما الفلسفة"؟ سؤال اجاب عنه "ارسطو"بالعقل انه يرتبط بماهية الانسان التي تجعله يرغي بتطبيقه في المعرفة .وعلى هدا فحديثنا لم يعد ضروريا .انه منته قيل ان يبدا .وسيكون الرد الفوري على دالك قائما على اساس عبارة ارسطو عن ماهية القلسقة لم تكن يالاجابة الوحيدة عن السؤال .وفي احسن الاحوال ان هي الا اجابة واخدة بين عدة اجابات .ويستطيع الشخص بمعرفة التعريف الارسطي للفلسفة .ان يتمثل وان يفسر كلا من التفكير السابق غلى ارسطو وافلاطون والفلسفة الاحقة لارسطوومع دالك سيلاخط الشخص بسهولة ان الفلسفة .والطريقة التي بها ادركت ماهيتها قد تغير في الالفي سنة اللحقة لارسطو تغيرات عديدة .

وفي الوقت نفسه ينبغي الا يتجاهل المرء ان الفلسفة مند ارسطو حتى"تيتشه"ضلت على اساس تلك التغيرات وغيرها .هي نفسها.لان التحولات هي على وجه الدقة احتفاظ بالتماثل داخل"ماهو نفسه"(....) صحيح تلك الطريقة تتحصل بمقتضاها على معارف متنوعة وعميقة .بل نافعة عن كيفية ظهور الفلسفة في مجرى التاريخ لكننا على هدا الطريق لن نستطيع الوصول الى اجابة حقيقية اي شرعية عن سؤال "ما الفلسفة"؟اما اليوم بالنظر الى ماهومتوفر من المعارف وعلى ماهو متراكم من اسئلة وقضايا مطروحة في العديد من المجالات الى التقدم الدي حققه الفكر البشري في مختلف المجالات .فلم يعد دور الفيلسوف فقط "حب الحكمة"او طلبها والبحث عنها بنفس الأدوات الداتبة وفي نفس المناخ من الجهل الهائل بالمحيط الكوني وتحليلاته الموضوعية كما كانت عليه الحال سابقا.ان الفيلسوف الآن بات مقيدا بالكثير من المناهج والقوانين المنطقية .بالمعطيات المكتسبة في إطار من التراكمات المعرفية وتطبيقاتها .وأمام تلك المعطيات لم يعد تعريف الفلسفة متوافقا مع الدور الذي يمكن أن يقوم بيه الفيلسوف المعاصر والدي يختلف كثيرا عن دور فلسفة من العصور الغابرة....مباحث الفلسفة "مبحث الوجود" .مبحث المعرفة .مبحث القيم

2)-أقسام الفلسفة .

تقسم الفلسفة إلى ثلاثة أقسام.

1- مسالة الوحدة.أي وحدة الخالق وهو علة العلل (العلة اصطلاح فلسفي بمعنى السبب) وهو القادر على كل شيء والخالق لكل شيء . وهدا ما يسمى علم ما بعد الطبيعة أو ما وراء المادة ( المتافيزقية)

2- مسالة المخلوقات ( وأهمها الإنسان) .ويشمل الطرق التي يتبعها العقل للوصول إلى نتيجة ليست حرمانا ولا إيلاما ولا يأسا من الحياة أو شقاء وهي ليست رهينة أو تصوفا ا دان السعادة هي هدف جميع الفلاسفة وكل يسعى اليها بطريقة الخاصة .وما الدعوة إلى الفضيلة سوى تخليص الإنسان من الخوف والهم والتعاسة والقضاء على أسباب شقائه.

وبدلك يتضح لنا ان الفلسفة سمو فكري واخلاقي يبتدئ باصلاح النفس وينتهي بتطوير العلوم وتقدمها وايجاد حقائق ثابتة فبها وان كل انسان في بعض لحظات خياته فيلسوف فهو يناقش قضاياه ويحاول الوصول الى حلول لها بطريفة ما.

3)- الدافع والاهداف والاطرق

كلمة "فلسفة" مشتقة اساسا من اللغة اليونانية القديمة قد تترجم "حب الحكمةاو مهنة للاستجواب .التعلم والتعليم (ليكون الفلاسفة الفلاسفة متشوقين لمعرفة العالم .الانسانية.الوجود.القيم.الفهم.والادراك .لطبيعة الاشياء.يمكن للفلسفة ان تميز عن المجالات الاخرى بطرق استقصالها للحقيقة المتعددة.ففي اغلب الحيان يوجه الفلاسفة اسئلتهم كمشاكل او الغاز.لكي يعطو امثلة واضحة عن شكوكهم حول مواضيع مختبئة يجدونها مشوشة او رائعة او مثيرة .في اغلب الأحيان تدور هده الاسئلة حول فرضيات مختبئة وراء اعتقادات .او حول الطرق التب فيها يفكر بها الناس .يؤطر الفلاسفة المشاكل نموذجيا بطريقة منطقية .حيث يستعمل من الناحية التاريخية القياس المنطقي والمنطق التقليدي. مند خريجه وراسل يستعمل على نحو متزايد في الفلسفة نظام رسمي . مثل حساب التفاضل والتكامل المسند وبعد دلك يعمل لإيجاد خل مستند على القراءة النقدية وبالتفكير.

كما آت سقراط .فان الفلاسفة يبحثون عن الأجوبة من خلال المناقشة .فلم يردون على حجج الآخرين .او يقومون بتأمل شخص حذر ويتناول نقاشهم في اغلب الأحيان الاستحقاقات النسبية لهده الطرق .على سبيل المثال .قد يتساءلون عن إمكانية وجود"حلول"فلسفية جازمة موضوعية .آو استقصاء بعض الآراء

الغنية بالمعلومات المفيدة حول الحقيقة من الناحية الأخرى .قد يتساءلون فيما آدا كانت هده الحلول تعطي وضوح أو بصيرة أعظم ضمن منطق اللغة أو بالأحرى تنفع كعلاج شخصي .إضافة لدالك يريد الفلاسفة "تبريرا " للأجوبة على أسئلتهم.

اللغة الفلسفية تعتبر الأداة الأساسية في الممارسة التحليلية.فأي نقاش حول الطريقة الفلسفية يوصل مباشرة إلى النقاش حول العلاقة بين الفلسفة واللغة.أما بعد الفلسفة .أي "فلسفة الفلسفة".التي تقوم بدراسة طبيعة المشاكل الفلسفية .وطرح حلول فلسفية. والطريقة الصحيحة للانتقال من قضية إلى أخرى هده النقاش يوصل إلى النقاش على اللغة والتفسير .هدا النقاش ليست اقل ارتباطا بالفلسفة ككل.فالطبيعة ونقاش الفلسفة لما كان دائما دو دور أساسي ضمن المشاورات فلسفية.وجود الحقول مثلا في باتا الفيزياء كان إحدى نقاط النقاش الطويل.انظر ما بعد الفلسفة (تحاول الفلسفة أيضا مقاربة وفحص العلاقات بين المكونات .كما في البنيوية والتراجعية.ان طبيعة العلم تفحص عموما ضمن شروط ) انظر فلسفة العلم(وللعلوم المعينة) الفلسفة الحيوية.

تاريخ الفلسفة.

يعمد الغربيون عادة إلى تقسيم التاريخ الفلسفي بين شرقي وغربي . الفلسفة الشرقية هي الفلسفة التي أنتجتها دول الشرق الأقصى بالأخص الهند و الصين واليابان وهي فلسفات ذات طبيعة دينية روحانية أكثر منها عقلانية في حين يقسمون تاريخ الفلسفة الغربية إلى فلسفة قديمة وإغريقية .ثم فلسفة العصور الوسطى ثم الفلسفة الحديثة .انتاجات الفلاسفة المسلمين تعتبر غالبا من وجهة النظر الغربية ناقلة للفلسفة الإغريقية وغير ذات إنتاج فعلي . وقد استقرت هده النظرة نتيجة ضعف الدراسات الأصلية للكتابات العربية الإسلامية إلى أن شهد العالم العربي مؤخرا نهضة مهمتها إعادة بناء النهضة على أساس ألترات العربي ومحاولة نقده .ابرز هده المحاولات بالنسبة للمغرب العربي.نقد العقل العربي لمحمد عابد الجابري وإصلاح في الفلسفة الإسلامية لابو يعرب المرزوقي ’وأبرزها بالنسبة للمشرق العربي .التراث والتجديد من العقيدة الى الثورة .من النقل إلى الإبداع ....وغيرها من مؤلفاته.المشروع الهرمنيوطيقي لنصر حامد ابو زيد .واثبات والمتحول لا دونسي ومحاولات الطيب لتزيني و"وحسين مروة"وغيرهم.

أطوار الفلسفة اليونانية

الطور الأول.

المذاهب الفلسفية الأولى.

في هده المرحلة الباكرة لم يكن الفكر اليوناني قد استحق بعد’أن يصنف تحت خانة الفلسفة الناضجة دلك لان اهتماماته ككفر كانت متنوعة’وضعيفة التركيز بمازجها الشعر والدين ’وضاع منها الكثير ’ولكن رغم دلك نستطيع في هدا الطور أن تتبين خطوطا مستقلة للفكر اليوناني وقد تفرز هده الخطوط في اربعة مداهب فكرية هي سبل الفكراليوناني القديم’هده المداهب هي التالية.

ا-المدهب الطبيعي او الايوني.

ب – الدهب الرياضي او الفيثاغوري .

ج- المدهب الماورائى او الايلي .

د المدهب السفسطائي.

توسيعا لهده المداهب نجد فيها هده الافكار.-

ا-المدهب الطبيعي او الايوني. يتمثل هدا المدهب بعدة مكفكرين اهمهم طاليس (Thales)وهرقيطس (Heraclitus).التفت الطبيعيون الى الوجود وحاولوا تفسيرهعن طريق الطبيعة .حسب مفهومهم’راى الطبيعيون ان للوجود مادة اساسية هي العنصر الاساسي في تكوين ما على هدا الوجود من اشياء بسيطة او معقدة ’ بالنسبة الى طاليس مثلا ’وقد اشتهر بتعمقه بالهندسة والفلك ’فقد راى ان الوجود رغم تعددمظاهره وتحولها هو في الجوهر متناسق ويتبع نطاما طبيعيا جوهره موحد ولابد ان يكون لهدا الجوهر مسبب’ وبما انم طاليس كغيره من الطبيعيين لم يستطع ان يبتعد عن المظاهر الحسية ’لدلك حدد دلك الجوهر الموحد في كونه عنصر الماء الدي برايه هو سبب كل الموجودات من نبات الى حيوان’ولما كان الماء يحتوي التراب فلا بد ان التراي هو من نتائج الماء والسماء بدورهما نتيجة تبخر الماء’وهكدا امن طاليس بان الجوهر الموحد لجميع الموجودات هو الماء.

بعض الطبيعين ’ لم يخرجوا عن خط طاليس العام بل اختلفوامعه في تحديد الجوهر الموحد بعد ان وافقواعلىوحداته لدلك هناك من قرر هدا الجوهر الموحد بالحار والبارد’ وهناك ايضا من امن ان الهواء هو هدا الجوهر ولكن اهم من حاول تفسير الوجود بخط مغاير عن طاليس هو هرقليطس ’رفض هدا المفكر ان يعتبر الكون ثابتا ’فقال بالتغير معتبرا ان كل الاشياء في تغير متواصل واعطى مثلا عن جريان الماء في النهر مثبتا ان الانسلن لايستطيع ان يضع قدمه في النهر الواحد مرتين دلك لان المياه جديدة في كل مرة تسيل فيها في مجرى النهر . هدا المنحى في التفكير جعل هرقليطس يبحث عن جوهر جديد للوجود ’فوجد ه في النار التي اعتبر ها اصل كل شبيئ .حياة العالم وناموسه . النار اساس الانان ايضا ’والفناء فيها هو مصدر الوجود الدي امن به هرقليطس موحدا كما فعل من قبله طاليس. هدا المدهب وجد له الكثير من الاتباع .لدلك نلاحظ ان هناك من اعاد بعثه كبعض المفكرين المتاخرين عن الطبيعين الاوئل ’فكان ان تشعب فكر الطبيعيين وصاروا يفسرون الوجود بجوهر موحد ولكنه ليس واحد ومعنى دلك انهم اعتقدوا ان الوجود يعود في اصله الى عناصر اساسية صرفة لايخالط تركيبها اي عنصر غريب عنها بل هي سبب كل شيئ .تتمازج وتولد عنها جميع الموجودات .هده العناصر الصرفة قد حددها الطبيعيون باربعة متساوية خالدة ولا تفنى وهي .الماء والهواء والنار والتراب .لكل عنصر خاصة ’فاليابس للتراب والبارد للهواء والحار للنار والرطب للماء.نشوء الموجودات يتم بتمازج هده العناصر بنسب متفاوتة ’ وحتى النفس البشرية فهي مادية ولكنها دات جوهر ناري ’اما قضيةالمعرفة بالنسبة الى الطبيعيين فيجب عنها ديموقريطيس (Democrates)معتبرا ان المعرفة حسية لاتتم الا بالحواس’اما حركة الوجود فلا غاية لها ولا سبب.يتحرك الوجود بداتية دون علة ودون هدف.

ب – المدهب الرياضي او الفيثاغوري.

سبب التسمية يعود الى فيثاغوراس(Pythagoras)’مؤسس المدهب الاكثر شهرة .كان فيثاغوراس مهتما بالرياضيات ’لدلك فسر الوجود بطريقة رياضية .واضعا اساس الوجود تحت نظام الاعداد والاشكال الهندسية ’فرمز الى الوجود بالنقاط والاعداد ورتبها ترتيبا هندسيا ’قال الفيثاغوريون بالتناسخ تماما كعودة الاعداد. توسعوا في علم الفلك وقالوا ايضا ان للافلاك حركة تنتج اصواتا .يعتبرون الهرم اجمل الاشكال الهندسية’وقدسوا الرقم سبعة’اما تكاثر الوجود ففسره باستعداد الاعداد على التكاثر.

ج – المدهب الماورائي او الايلي.

سبب تسميتهم يعود الى تفسيرهم للوجود باعتماد الاراء المتافيزيكية اي ماوراء الطبيعة .ناقضوا الفيثاغوريين بمبدا الكثرة في الوجود فاعتبروه موحدا بطبيعة واحدة اشهرهم بارمينيدس (Parmenides) وزينون (Zenon).قال بارمينيدس ان للمعرفة نوعين ’الكاملة والحسية ’اما المعرفة الحسية فخادعة ووهمية وهدا ما وافق عليه زينون الايلي عندما انكر الحركة مثبتا دلكبمثل السباق بين اخيل والسلاحفاة ’فرغم ان اخبل معروف بسرعته وان السلاحفاة شهرة ببطئها’ فادا قام سباق بينهما وتقدمت السلاحفاة قبله’ولكن لن يستطيع دلك حتى لو انطلقا في ان واحدفاسلاحفاة تقدمته بمقدار لن يستطيع تعويضه وهكدا ورغم ان الحواس قد ترينا اخيل فائزا بالسباق فهدا وهم وخطا لان الحركة كما يقول زينون ليست موجودة بل الكوزن في ثبات مطلق.ويعطي زبنون مثلا اخر اخر عندما يفترض سهما منطلقا ’ ثم يقول انه يستطيع ان يدرس هداالسهم وفقا لتحركه في الزمن الدي يقسم الى وحدات ’كماتقسم المسافة الى الوحدات نفسها مما يثبت ان السهم لم يترك رغم انطلاقه فهوجامد في كل ان.

د-المدهب السفسطائي.

سبب التسمية يعود الى كون كلمة سفيطس تعني معلم وكانت عادة السفساطائينان يجوبو البلاد ’ ليعلموا الناس المبادىء التي يؤمنون بها. عرف ايضا باسم المغالطينلانهم شكوا في المعرفة بعد ان كثرت الاوهام والاخطاء في افكارهم .كانوا يستعملون المنطق ليصل والى نتائج خاطئة,فكان ان انزلوا الفكر الى مستوى العامة من الناس . كان سقراط منهم ثم انفصل واسس مدهبا لنفسه.عرفت مواقفهم بالنزعة الشكية’ أشهرهم بروتاغوراس(Protagoras)الذي امن بعجز العقل عن الاحاطة بالعلم وبما ان الانسان هو مقياس الأشياء والإنسان ناقص فكيف يكون المقياس ناقصا دون ان تكون النتيجة ناقصة ايضا؟اشهر منهم ايضا غورجياس(Gorgias)الدي اوصله منطقة الخاطئ الى اعتبار الوجود غير موجود اما الاشياء التي نظنها موجودة فهي الفاظ لغوية فارغة من مفهومها.

الطور الثاني

سقراط. 469ق-م -399ق-م

يستحق سقراط ان يفرد له الطور المستقل رغم انه لم يكتب افكاره بل وصلتنا عن طريق طلابه وخاصة افلاطون وهو الدي حاول ان يثبت افكار معلمه اتي لم يدونها.

ولد في اثينا ’وكان طموحا’يريد ان يصل الى مركز فكري لائق.كانت امه قابلة ’ فاستعمل طريقنها فكريا لتوليد المعرفة ودلك عن طريق طرح الاسئلة حتى يثير ند محدثه الشك حتى يستدرجه الى الحقيقة كما تفعل امه عندما تستدرج الحامل خلاصها.كان سقراط جريئا في ارائه وعندمااعلن على رؤوس الاشهاد عدم ايمانه بتعدد الالهة’انهم بالالحاد وسجن حتى يوم اعدامه’وبقي في سجنه يعلم طلابه بمنطق وشرف حتى انه عندما وفر له اجد طلابه الفرار رفض ’ معتبر انه يحترم القانون ولو اخطا ’دلك ان خرقه للقانون الخاطئ يعلم الناس على خرقه ولو كان صائبا.اهم اراء سقراط في كونه حول الفلسفة من النظر الى المجهول والماوراء محاولا اقناع المفكرين ان الحقيقة قد تكون كامنة في اعماق الانسان نفسهفكان ان ساهم كثيرا في

وحدة الفلسفة وتعدد المداهب

من الامور التي يتلهف خصوم الفلسفة على تردادها للنيل من الفلسفة تعدد المداهب الفلسفية ومحاولة كل واحد منها تفنيد المدهب الاخر او السابق عليه.حتى صار تاريخ الفلسفة ساحة معارك هائلة بين اصحاب المداهب الفلسفية’ فسقراط-وافلاطون – يفندان مدهب السوفسطائيين والايليين وهيرقليطس’وارسطوطاليس يفند مدهب استاده افلاطون ’وديطارت يفند الاسكلائيين الدين تمسكوا بفلسفة ارسطو’وكنت ينفد ديكارت ’وهيجل بفند كنت’وكبركجور يفند هيجل ’وكنت بفند المداهب الميتافيزيقية’وبرجسون ينفد الوضعية’والتوماويون المحدثون يفندون برجسون ’والوجودية تفند المدهب الحيوي والهيجلي وعادة فلسفة الماهية وهكدا وهكدا’كلما استعرضنا تاريخ الفلسفة وجدناه معارك ومبارزات فردية او حروبا جماعية . وحتى قيل ان ثم من الفلسفات بقدر ما هنالك من رؤوس تتفلسف.

والسبب في هده المعارك هو ا ن كل فلسفة حين تبدا في الظهور تدعى لنفسها انها وحدها الصحيحة ’وتملك الحقيقة ؟ولهدا فانها من اجلاثبات صحة دعواها’ تضطر الى هدم دعاوى الفلسفات الاخرى’فيفند كل فيلسوف من سبقوه.ولايلبث كل منهما ان يلقي المصير الدي هياه ’لمن سبقه.

فهل صحيح ان كل فلسفة تقضي على السابقة عليها؟

كلا’بدليل ان ارسطو نقد افلاطون ’ولكن بقيت مع دلك فلسفةافلاطون’ونقد ديكارت ارسطوطاليس ’ولكن بقيت مع دلك فلسفة آرسطو ونقد كنت ديكارت’ومع دلك بقيت فلسفديكارت ’ونقد هيجل كنت’وبقيت مع دلك فلسفة كنت.وهكدا.ولهدا قال هيج لان تنفيد الفلاسفة بعضهم لبعض يحدث"دون ان تختفي الفلسفات السابقة في مداهب الفكر الاحقة- "فمثلا تنفيد ارسطو لمثالية افلاطون لم تمنع ارسطومن الاحتفاظ بفكرةالصورIdéeفي نظرية العلل عنده (العلل الاربع.الهولي.الصورة.الفاعل.الغاية).وتنفيد كنت لمدهب ديكارت لم يمنع كنت من الحفاظ على مقاله "انا افكر.فانا ادن موجود" في مدهبه هو.والدي يحدث هو انا المبدأ الأساسي في فلسفة ما ينزل الى مرتبة ثانوية في فلسفة لاحقة .ويصبح مجرد لحظة من لحظاتها."وهكدا لم يضع اي مبدا فلسفي .بل احتفظ في الفلسفة الاحقة بكل المبادئ السابقة .ولم يتغير الاالمكانة التي تشغلها هده المبادئ في الفلسفة الاحقة"(الموضع نفسه).وهدا التغيير للمكانة يكفي لابعاد شبه التلفيق Eclectisme عنها.والا كانت الفلسفة كثوب البهلوان مؤلفا من خرق عديدة متضاربة الالوان.ولنضرب لدلك مثلا بفلسفة افلاطون .اننالو اخدنا محاورات افلاطون .لوجدنا في بعضها طابعا ابلبا.وفي بعضها الاخر طابعا فيثاغوريا.وفي بعضها الثالث طابعا هيرقليطيا-ومع دلك فان فلسفة افلاطون قد وحدت بين هده الفلسفات المختلفة معدلة في نقائصها وعلى الرغم ان كل من مدهب لاحق لابد له.لتبربر وجوده ان يفند اراء المدهب او المداهب السابقة عليه.فان هده الحركة الديالكتيكية هي ماهية الفلسفة نفسها.وتسلسل المذاهب ليس إنكارا للفلسفة .بل هو من صميم الفلسفة نفسها.وليس لنا أن ننشد الفلسفة خارج الفلسفات لمختلفة رغم مابينها من تعارض اوتفاوت بل ومن معارك طاحنة.وإلا لكانت حالنا حل من وصف الطبيبله ان ياكل فاكهة ليشفى .فلما قدم اليه كمثري وتفاح وعنب وكريز رفض ان ياكل منها. لانها كمثري وتفاح وعنب وكريز وليست فاكهة؟على احد التشبيه الدي ساقه هيجل.

ان الفلاسفة قد كونو الفلسفة وهم يفندون بعضهم بغضا. والتنفيد الحق هو التنفيد الايجابي الدي يثري منه الفكر.

والعلماء ايضا يفندون بعضهم بعضا .ومن هدا التنفيد يتكون العلم .ففلك بطليموس قد فنده كوبرنيكوس وكبلروجللير.وبهدا تقدم الفلك. ’وهندسة اقليدس قد فندتها الهندسات الاقليدية .هندسة ريمن ولو بتشفسكي وهلبرت اخ.وطب اهل القياس قد فنده طب اهل التجربة في العصر البوناني القديم .وطب بقراط فنده جالينوس.وطب جالينوس فنده محمد بن زكريا الرازي.وطب الرازي وجالينوس فنده طب هارقي واسبلنزاني.وطب هؤلاء السابقين جميعا فنده طب باستير.وهكدا لو تتبعنا تاريخالطب من بقراط حتى اليوم لوجدناه يفند الاحق منه السابق.ومن هدا كله يتكون الطب.اداتبقى دائما حقائق لايشملها هدا التنفيد.وتتجمع هده الحقائق لتكون الملك الثابت للطب.

فان كانت هده حال العلوم الطبيعية والحيوية .فلماد ينكر على الفلسفة ان تكون كدلك ؟ مادا اقول؟ بل الملك الثابت الباقي في الفلسفة اكبر قدرا من دالك الباقي في العلوم المختلفة مثل الطب والفلك والفيزياء والكيمياء بدليل الروح الفلسفية لا تقبل الأحكام السابقةPréfugés أي الأحكام الموروثة او المنقولة ولا الاراء الشائعة الا بعد ان تثبت صحتها بالدليل العقلي والبرهان المحكم.وسقراط .كما عرضه أفلاطون في "محاوراته" هو القدرة الكبرى في هدا المجال.فانه لم يدع رايا شائعا او حكما سابقا .أو تصور مستقرا بين الناس إلا وأخضعه لامتحان عقلي دقيق.

ومن هنا كان الشك المنهجي –الذي أوصى به ديكارت- خطوة رئيسية لابد ان يخطوها الفيلسوف .انه شك لاللشك .بل لبلوغ الحقيقة.

ومن هنا ايا كانت دعوة هسرل الى وضع المعلومات المنقولة الينا عن الاشياء بين اقواس ابتغاء العود"الى الاشياء نفسها" على حد تعبيره .

*- مدخل جديد الى الفلسفة

*- تاليف. الدكتور عبد الرحمان بدوي

*- الناشر.وكالة المطبوعات 27 شارع فهد السالم. الكويت

*- الطبعة . الاولى 1975 الاولى 1975

هل ثمة تطور في الفلسفة؟

يرى البعض انه ثمة تطور في الفلسفة .أننا نجد غالبا في كل عصر. وربما في كل فلسفة .نفس الموضوعات ونفس المشكلات .وأحيانا نفس النتائج رغم بعض الاختلافات المرتبطة بالزمان والمستوى الحضاري.لقد شغلت أفلاطون ميالة الديمقراطية. ولازالت تشغلنا حتى اليوم.ادن الفلسفة تكرر نفسها بتكرار موضوعاتها.ولهدا ليس ثمة تطور في الفلسفة ولاتقدتم .آدا توجد حقائق فلسفية يجري عليها الاتفاق للتقدم نحو غيرها.

في هدا المد هب بعض الصواب .لكن الاستنتاج ليس صحيحا.رغم ما يبدو من أن الموضوعات مكررة. فنحن نجد الحرية مثلا شغلت فلاسفة اليونان.والمسلمين.كما شغلت الفلاسفة المعاصرين وكذلك الحق .الخير.العدالة.المساواة .الديمقراطية.دلك لان هده الموضوعات لازالت وسوف تشغل عقل الانسان وتطلب البحث .ان موضوعات الفلسفة تختلف تماما عن موضوعات العلوم.ان كل نظرية جديدة في العلوم تلقي بسابقاتها في مهملات التاريخ. وليس هدا هوالحال في موضوعات الفلسفة .لكن البحث الفلسفي في هده الموضوعات لايعني بالضرورة تكرارا. لانها موضوعات لم ولن يتجاوزها الانسان .انها تطرح نفسها على كل جيل وكل حضارة فارضة اتخاد موقف.عندئد حتى وان تكررت الموضوعات ليس نفس المواقف.ان لكل جيل لكل حضارة موقفها واجابتها على هده المعضلات .اليست الفلسفة وعي الحضارة بنفسها؟

تكرار الموضوعات .طرح نفس المعضلات.لايعني ادن تكرار الاجابات والمواقف.فنحن اليوم تشغلنا الحرية .لكن مفهوم الرواقية لها لايشفي غليلا.تشغلنا الديمقراطية كما شغلت افلاطون في جمهوريته.لكن موقفنا منها ليس هو موقف افلاطون.

وحتى إن حصل تكرار الجواب . وتبني المواقف. فدلك لان كل عصر كل حضارة لا تكفي باجابة العصور والحضارات الماضية او الاخرى .انها تختار .تتبنى منها فتصير الاجابة اجابته هو والموقف موقفه هو.للان الجواب والموقف تترتب عليه مسؤوليات في الحياة والمعاش والعلاقات الاجتماعية.ان مفهوم الحرية في حضارة ما .هو موقف تلك الحضارة .بالنسبة لحضارة اخرى .حتى وان تبنت نفس المفهوم .يصير موقفها هي الدي تبني عليها لحياة والعلاقات.

ان ممكن الخطا في انكار تقدم وتطور الفلسفة .هو في النظر الى التقدم والتطور على نحو ما يحدث في العلوم.ان لتطور الفلسفة سمة خاصة.اننا بدراستنا لتاريخ الفلسفة نلاحظ مع دلك تقدما.اليست نتاج وعي يتقدم ويتطور بما ينجزه؟ هكدا ادا لاحظنا عصور الفلسفة من المرحلة البدائية السادجة.الى مرحلة الحضارة الحضارة اليونانية .والعصور الوسطى. والحضاراة العربية الاسلامية. وفي عصر النهضة والعصر الحديث. فاننا نلاحظ ماحدث من تقدم م في الفلسفة رغم تكرار الموضوعات وطرح نفس المعضلات احيانا .مما جعل فلسفات الماضي .في كثير من الاحيان لا تدرس الا لقيمتها التاريخية. فمن من الفلاسفة اليم يطلب حلا لمشكلة الحرية عند أفلاطون آو أرسطو اوالغزالي أو ابن رشد أو المعتزلة... ومن يرجع إلى الجمهورية آو المدينة الفاضلة ليستخرج عناصر الدولة الفاضلة اليوم؟

إن الفلسفة كما يقولون .ضمير عصرها .وعي حضارتها .والحضارات بلا شك تقدمت وتقدم بانجازاتها العلمية والتقنية..وليس من المعقول إن الفلسفة في العصر البدائي هي فلسفة اليوم.ولا الفلسفة في مرحلة علمية معينة هي نفس الفلسفة في مرحلة علمية أخرى متقدمة عليها.

الفيلسوف يفلسف لعصره وفي عصره.ولا يمكنه تجاهل إحداث عصره وطبيعته ومستواه الحضاري.الفلسفة نفسها عامل تقدم.من اخرج أوروبا من ظلمات العصور الوسطى وهيمنة الكنيسة؟أليست الفلسفة؟الم تافل الحضارة الإسلامية عندما قمع العقل الفلسفي؟

الفلسفة ادن تتقدم تتطور رغم ان الموضوعات التي تتناولها أحيانا هي نفسها ولازالت تطرح نفسها .لكن لهدا التقدم سمته الخاصة المختلفة عن تطور وتقدم العلوم.

مستقبل الفلسفة

كانت الفلسفة حتى في احسن عصورها مسرحا للتناقض والجدل بين المفكرين ’ولا عجب في دلك فان العقل البشري الدي هو ارقى الة في الوجود لايمكن ان يتوقف عن التفكير ضمن حد معين او يسلم بقضية مادون نقاش او تمحيص.لدلك مرت الفلسفة بازمات فكرية شديدة حتى في عصرها الدهبي عندما انتقد ارسطو استاده افلاطون انتقادا لادغا.ومما يزيد في هدا التناقض عدم وجود وحدات قياسية يمكن الرجع اليها للتمييز بين الصواب والخطا كما دكرنا’فكانت هده الازمات تاخد احيانا شكلا عاصفا يكاد يقضي على الفلسفة ’ كما انها احد الاسباب التي اضعفت الفلسفة وجعلتها في حالة توقف وهمود’اضف الى دلك ان التقدم العلمي كشف كثيرا من الحقائق العلمية التي كانت الفلسفة تقف حائرة ازاءها واظهر اخكذطاء كانت تؤمن بها ايمانا تاما مثل القول بان الارض تقع في مركز الكون(14).

غير ان السبب الاكبر في توقف الفلسفة ومنع تقدمها هو الاسلوب المعقد والغامض الذي كان يلجا اليه الفلاسفة في كتبهم فيخنقون الفلسفة في مصطلحات غامضة وعبارات مضللة جعلت الكثير من المثقفين يعزفون عن القراءة كتبها ويتحاشونها فهي لاتعني لديهم اكثر من كلام لاطائل تحته,واذا تهيا لبعضهم ان يقرا الفلسفة فالجهد الاكبر يبذله لحل معمياتها وتفسير عباراتها بينما يبذل الجهد القليل للموضوع نفسه(15).

ويرجع سبب هذه اللغة المعقدة الى عاملين احدهما ضعف الترجمات الاولى من اليونانية والسريانية الى العربية واتي كانت تتم على ايدي نقلة من غير العرب وتتم على مراحل فتترجم من اليونانية الى السريانية ومنها الى العربية .فتكون لغتها هجينة مختلطة .والعامل الاخر هو ان هذا الاسلوب في اغلب الاحيان امر مقصود من قبل المشتغلين بالفلسفة وغايتهم من ذلك ان يصل الى هذا العلم كل احد فيبتذل بين الناس’بل يجب ان يبقى منحصرا بيد طبقة من الناس كعلم الهي متميز(16).ولولا ذلك لكان للفلسفة شان اخر عندنا وهو ما يمكن تداركه في عصرنا الحاضر ’فيعاد النظر في كتب الفلسفة ونظرياتها وتحدد اصولها كعلم حديث.

ورب سائل .ماذا بقي للفلسفة بعد ان انفصلت عنها العلوم المختلفة ’وبعد ان تطورت النظريات العلمية وتوضحت الحقائق التي كانت مجهولة واصبحت الكلمة الأخيرة للالكتروني والذرة والتكنولوجيا؟

اقول.بقي لها الشيئ الكثير فليس كل شيئ هو مادة والكترون,وليس ما يسير حياة الانسان على هذه الارض هو التكنولوجيا وحدها بل هناك العواطف والغرائز الانسانية’ هناك الحب والكراهية والغضب والحسد ’والمودة بين الاصدقاء والاقارب’ وهناك المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية فكلها تلعب دورا كبيرا في حياته وسعادته او شقائه.

كما لاتزال هناك مسائل لم توضع حلول مقنعة لها او انها لميبت بها بصورة نهائية بعد. الحياة وكيف وجدت على الارض الانسان ومستقبل الانسانية.الاخلاق وتاثيرها عندما يضعف الوازع الديني او القانوني.المداهب الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك .فضلا عن ان لكل علم فلسفته فهو له اصوله وتاثيرهونتائجه على الحضارة الانسانية .ولدالك يمكننا القول ان للفلسفة شان كبيرا في كل مكان وزمان وهدا ما دع والى اعارتها الاهمية التي تستجقها لتناول المواضيع تهم الانسان الحالي.

الخاتمة

إن الفلسفة أذات للإنسانية جمعاء ’خدمة اجتماعية هدفها توجيه الناس إلى حياة اسعد على أساس قيم إصلاح وحقائق اسلم ’فلا احد ينكر مدى تأثير المذاهب الفلسفية على الحركات الاجتماعية التي حررت الأمم من أسباب تعاستها وخلصتها من محنها .وعلى النهضات العلمية التي أنارت الفكر وقضت على الجهل وكذلك عمل على نشر النوعية وإنضاج الإدراك ولهدا يمكن القول .أن الفلسفة وقفت وراء الثورات والاصطلاحات في مجالات مختلفة .اجتماعية .سياسية.ودينية .ولقد صرح ............انه ليس ثمة فرق بين الفلسفة ودورها في تاريخ الحضارة .وبالرغم ان الفلسفة عاجزة عن تقديم أجوبة موضوعية على الشكوك التي تعاصرنا.في مستطاعها على الأقل أن توحي لنا بإمكانيات وتقترح وسائل تكون عونا لنا في أبحاثنا وتوسع مجال تفكيرنا.فكم من فيلسوف وجد هده التأملات "الفيتامينات"لروحه وسلوى لقلبه أرته الحياة كلها سعادة وتفاءل .وهنا يكون من السخرية أن تكون القيمة كسبا ماديا مباشرا.لان الفلسفة ليست مصنعا ولا حقلا ينتج البضائع.

-أن المرء وجد على هده المعمورة محاطا بالغاز وأسرار.فلا اقل من أن يتعقل هذا الوجود الذي يوجد فيه .وان يحددوا مكانه منه وان يتخذ لنفسه فتا في الحياة .وليمكن آن يتم له دالك بدون تفلسف وهكذا يتجلى لنا ان الفلسفة لانفصل عن الفرد ولا تتنافى مع متطلبات حياة الشعوب. ولقد صرح ديكارت"بحق " ان الفلسفة وحدها هي التي تميزنا عن الاقوام المتوحشين و......وحضارة امة وثقافتها انما تقاس بمقدار شيوع التفلسف الصحيح فيها.

1-ديكارت روني فيلسوف ذو نزعة عقلية

.

قائمة المصادر والمراجع.

1- الانترانت من و يعبيديا الموسوعة الحرة.

2- عادل بكي .الفلسفة لكل الناس الموسوعة الصغيرة الصغيرة.(155) .دار النشر .بغداد -1985-ص.23-24-25.

3- عبدالرحمان بدوي.مذخل جديد الى الفلسفة .الناشر وكالة المطبوعات 27 شارع فهد السالم- الكويت –الطبعة الاولى 1975-ص 52-59.

4- رمزي نجار.الفلسفة العربية عبر التاريخ .الطبعة الثالثة 1979.منشورات دار الأفاق الجديدة بيروت –ص .16.....21.

5- رجب بودبوس. تبسيط الفلسفة.الطبعة الأولى .الصيف-1425 ميلادية ’الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق